دراسة مستوى التلوث الضوضائي وأثره على الإنسان في مدينة الحديدة - اليمن

تم تنفيذ البحث في الفترة من نوفمبر 2011حتى يناير2012،  يعتبر البحث احد الأبحاث في المجالات البيئية وخاصة ذات التأثير المتعدد على الإنسان وعلى جوانب كثيرة من حياته ، التلوث الضوضائي من المشاكل البيئية التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الإنسان وصحته واقتصاده ونشاطه وحتى على علاقاته الاجتماعية ، بل وقد تعدى تأثيرها  ليصل  الى النبات والحيوان وإنتاجيتهما ، تعتبر مدينة الحديدة من المدن الساحلية المزدحمة والكبيرة وذات الكثافة السكانية العالية ، وتسير بها مركبات كثيرة العدد متباينة الأنواع ، كذلك عشرات الآلاف من الدراجات النارية ، ويوجد بها العديد من المناطق العشوائية والأسواق غير المنظمة والأحياء المتباينة من الناحية الاقتصادية ، إضافة الى نسبة الفقر العالية ، وهو ما دفع الكثير من سكان هذه المدينة الى البحث عن مصادر متنوعة للدخل مما جعلت مستويات الضوضاء عالية ليلاً ونهاراً في هذه المدينة . لم يتم التطرق الى مثل هذه الأبحاث التطبيقية من قبل، مما جعلنا نقوم بتنفيذ هذا البحث لتحقيق الأهداف التالية تحديد مستوى الضوضاء بمنطقة الدراسة من خلال تحديد مستوى الضغط الصوتي في النقاط المختلفة لأخذ القراءات بمدينة الحديدة والمحددة بطريقة عشوائية (الأحياء ، المناطق السكنية، الأسواق ، الشوارع ، الجولات )  تحليل مسببات الضوضاء ومعرفة تأثيراته على السكان . منطقة الدراسة مدينة الحديدة بمديرياتها الثلاث (الميناء , الحالي , الحوك) وهي إحدى المكونات الإدارية للجمهورية اليمنية تقع على ساحل البحر الأحمر غرب العاصمة صنعاء وتبعد عنها بمسافة 226كيلوا متر وتقدر مساحتها 10004هكتار ويبلغ تعداد سكانها 500,000 نسمة تقريباً ، تم  تقسيم كل مديرية الى 4 قطاعات ، وداخل كل قطاع تم تحديد 8 نقاط أو مواقع عشوائيا لأخذ القراءات . وتعبئة استمارات الاستبيان ، فأصبح لدينا 32 موقع بكل مديرية و 96 موقع في المدينة محاولين في ذلك تغطية اكبر منطقة ممكنة والتي يمكن ان تكون ممثلة لمنطقة الدراسة. اعتمدت الدراسة على العمل المكتبي قبل النزول وذلك  بالبحث عن المصادر التي لها علاقة بالبحث وكذا توفير الخرائط الجديدة ، والنزول الميداني الى المواقع التي تم تحديدها مسبقاً ، تم الاختيار العشوائي لأي شخص مار وتعبئة استمارة الاستبيان معه، بعد ذلك تم تسجيل قراءة جهاز شدة الضوضاء في أربعة أوقات مختلفة (7ص ،1 ظهراً ،4  و8 مساءً خلال 90يوما).
أ           ظهرت النتائج أن أكثر من94% من المستجوبين كانوا موافقين بنعم عند الإجابة على أسئلة الاستبيان ، وان السلوك الإنساني هو المحور في الضوضاء وان التوعية المستمرة هي السبيل لتبني الجمهور سلوك جيد للتقليل من الضوضاء. كما أظهرت نتائج تحليل قراءات جهاز قياس شدة الضوضاء أن هناك تبايناً في قراءات الجهاز فيما بين المديريات ، وفيما بين القطاعات داخل كل مديرية ، وبين القراءات داخل كل قطاع ، كما أظهرت نتائج الدراسة أن هناك تباينا ملحوظاً في متوسط القراءات على مدار الازمنه المدروسة ،حيث ترتفع القراءات بصورة متزايدة من الساعة السابعة صباحا حتى الواحدة ظهراً التي تكون عندها القراءات اكبر ما يمكن في كل مواقع الدراسة ، ثم تتناقص القراءات حتى تصبح اقل ما يمكن عند الساعة الثامنة مساءً ، مع وجود بعض القراءات الشاذة في بعض المواقع كحالة استثنائية بسبب وجود نشاط معين ( مطعم ، ورشة، دراجات نارية ، ملتقى الحارة ، جولة، محطة توليد كهربائية... الخ) وكانت أعلى قراءه على مستوى المدينة في القطاع  B من مديرية الحوك في سوق عثمان وجولة زايد والقطاع D من مديرية الحالي في سوق القات الجديد والجولة الكائنة في هذا السوق وبلغت  92 ديسيبل ، أما اقل قراءة في المديريات الثلاث وجدت في طريق الجامعة مديرية الحوك في القطاع D وجولة 7يوليو الشمالية في القطاع D من مديرية الحالي بلغت 51 ديسيبل (2×10^{‾ 7} وات/م2 ) ، وقد تم إرجاع هذا التباين الى الضوضاء التي تحدثها عمليات البيع والشراء للقات ، وأصوات  السيارات و الدراجات النارية (الموتورات) ، والباعة المتجولين أيضا أصوات مولدات الكهرباء ، وكلها مصادر إنسانية تعطي أصوات ذات شدة عالية أثرت في قراءة الجهاز وأدت الى زيادة الضوضاء في هذه المواقع . وهذه القراءات تعتبر من ضمن مستويات الضوضاء العالية (ضمن المستوى الثالث) ويؤدي الى انخفاض شدة السمع، الصمم والصداع المستمر وارتفاع ضغط الدم أحيانا والنرفزة المستمرة  . وبشكل عام لم تصل شدة الصوت في أي مديرية الى المستوى الرابع وهو المستوى الخطير والذي يسبب ألما للجهاز السمعي وانعكاسات خطيرة على القلب ، وقد اشتملت الدراسة على بعض التوصيات المتعلقة بموضوع البحث.