تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن التربية تمثل استثماراً لرؤوس الأموال لا مجرد خدمة استهلاکية تقدم للمواطن، وهو المفهوم الذي نتج عن الإدراک المتزايد بدور التربية فى الاقتصاد وتحقيق النمو الاقتصادى والذي على أثره ظهرت الحاجة إلى الدراسة فى الأمور التي ترتبط بمدخلات التربية ومخرجاتها وتقييم أدائها وبالرغم من أن التربية عملية تعد أبعد من الحساب الاقتصادى، لکونها فى واقع الأمر عملية أکبر من مجرد حساب التکاليف والعائدات إلا أن التطور الذي حدث فى مفهومها عبر العصور جعلها تواجه مهام جسام لاسيما فيما يتعلق بتحقيق التنمية الاقتصادية، والنظر إليها على أنها عملية تمثل نوعاً من الاستثمار لرؤوس الأموال لا مجرد خدمة استهلاکية تقدم للمواطنين الأمر الذي أخضعها لمعايير الجدوى الاقتصادية، ومقاييس حساب التکلفة والمردود، والتي يمکن بواسطتها الکشف عن مدى جودتها ونوعية عائداتها مقابل ما يصرف عليها من جهود بشرية ومادية.
وتهدف هذه الدراسة الى التعرف على فاعلية النظم التعليمية المختلفة الى جانب التعرف على ابرز ملامح النظرة الاقتصادية للتعليم . وتجيب الدراسة على الاسئلة التالية: مـاهي أبرزملامح النظــرةالاقتصــادية للتعليم؟ وما المقصــود بالکفاءة التعليمية ، وماهي أبرز أنواعها ،وکيفية قياسها ؟ وقد اشتملت الدراسة على عدد من المصطلحات الهامة منها الکفــاءة التعليمية ، الکفاءة الکمية فى التعليم والکفاءة النوعية للنظام التعليمى.