تاثير النمط الغذائى على انتشار مرض الفشل الکلوى فى السودان

فى هذا البحث تم جمع بيانات لمرضى الکلي من عدد من المستشفيات المتخصصة لمائة وثلاثة وثلاثين شخصاً(133)، وقد تم تصميم استبيان لجميع البيانات بحيث تم ملء (21) استبانة في مستشفي أحمد قاسم (14) استبانة في ابن سينا و(25) في مستشفي الخرطوم التعليمي و(21) في سوبا الجامعي و(21)  في بحري التعليمي و(31) في السلاح الطبي وقد تم تحليل نتائج المعلومات التي وردت في هذه الاستبانات برد الأشخاص إلي أصولهم الجغرافية في ولايات السودان المختلفة، ورصدها في عدة جداول حسب الولايات والمستوي التعليمي والجنس والفئات العمرية والوراثية وتاريخ الإصابة بالمرض في الفترة من (1980م – 2005م)، وقد تم ربط تحليل النتائج المتحصل عليها بنوعية  التغذية السائدة لکل عينة تحت الدراسة .
       وقد أسفرت نتائج الدراسة عن فروقات معنوية واضحة تختلف في أن مرض الفشل الکلوي يترکز في ولايات الخرطوم، الشمالية ونهر النيل وبنسبة أکبر في ولاية الخرطوم، وقد لوحظ أن أغلبية المصابين بالمرض من المتعلمين وتبلغ نسبتهم (84.9%) واقلهم من غير المتعلمين وتبلغ نسبتهم (15.1%) ويتمرکزون في الولايات الأقل نمواً کالولايات الجنوبية وقد لوحظ ارتفاع نسبة المصابين الذکور عن الإناث في کل الولايات بنسبة (73.6%) أي بنسبة 1:3 کما أنه قد ثبت أن نسبة المصابين الکبار في السن هي الأعلى وتبلغ (48.8%) أما فئة الشباب فتبلغ (35.3%) ثم يليهم الأطفال (15%). ربما تکون لزيادة العمر علاقة بهذه النسبة التنازلية ويعلل ذلک بضعف الأنسجة مع تقدم العمر، وهذا وقد تمرکز المرض من الناحية الوراثية في ولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل وقلت في الولايات الأخرى، وعند حصر زيادة انتشار المرض في الفترة من عام 1980م وحتى العام 2005م لوحظ تناسباً طردياً في درجة انتشار المرض، حيث بلغ ذروته في العام 2005م ، هذا وقد اتضح لنا من خلال المناقشة ارتباط کل ذلک بنوعية نمط الغذاء السائد في کل ولاية وأثره علي انتشار المرض، علماً بأن المرضى المشمولين في هذه الدراسة جاءوا من ولاياتهم للعلاج في ولاية الخرطوم دون أن يکون لهم سابق استقرار فيها.